نظرية التطور الحضارى

نظرية التطور الحضارى

النظرية الثانية

البيبى بوومرز

تكلم الغرب فى أوربا وأمريكا عن البيبى بوومرز  على أنها ظاهرة لها تأثير كبير على الوضع الحالى الذى يمر به العالم وتحديدا منطقة الشرق الأوسط وتعود تلك الفكرة إلى الحرب العالمية الثانية 1948وتحديدا بعد أن وضعت  الحرب  أوزارها  حيث حدثت طفرة فى المواليد بعد انتهاء الحرب فأطلق عليها البيبى بوومرز  أو طفرة المواليد ففى تلك السنوات حدثت طفرة كبرى فى المواليد أكثر بكثير من السنوات السابقة للحرب بمعدلات تصل إلى خمس أضعاف وفى بعض الدول وصلت إلى عشر أضعاف

مواليد هذه الفترة تتجاوز أعمارهم الأن ال60 عاما وهو سن الخروج من الخدمة هذا الخروج الذى يمثل نوع من انعدام التوازن للمجتمع لما يمثله هذا الجيل من الخبرة ولكونه كان القائد للعقود الأخيرة بما فيه من التأثير على العمل والإنتاج لقيام هذا الجيل بذلك فى التاريخ الماضى

مما دفع دول الغرب للتفكير فى الإستفادة من تلك الخبرات عدد أخر من السنوات لمساندة  الجيل اللاحق وسد الفجوة التى حدثت بين الأجيال

ويثور التساؤل ما سبب هذه الفجوة ؟

ترجع هذه الفجوة الكبيرة إلى الجيل الذى تبقى بعد الحرب حيث أن الحرب العالمية الثانية سقط خلالها ما يقرب من 30مليون قتيل بالإضافة إلى الإصابات والتشوهات وغيرها ليصل الرقم لما يقرب من 100مليون شخص, هذا العدد الذى تبقى  كان يتصف بسبب الدمار والظروف القاسية جراء الحروب بصفات تتسم بالقسوة والعنف والشراسة و أطلق عليهم البيرى بيبى بوومرز

وكانوا يتسموا بالذكاء ومع انتهاء الحرب وإعادة بناء أوربا من جديد كان العدد قليل جدا وحجم الأعمال كان كبيرا جدا فقام البيرى بيبى بوومرز بشغل جميع الأعمال والوظائف الهامة  بعد  ذلك حدثت طفرة المواليد   البيبى بوومرز الذين عملوا تحت قيادة البيرى بوومرز  والذين انتابهم خوف على مناصبهم ومراكزهم من هذا العدد الهائل الذى دخل سوق العمل  فاستحدثوا مايسمى بالتخصصات فى العمل  بحيث يكون لكل شخص تخصص واحد معين وصغير كالقيام بممارسة جزء صغير من إحدى الحرف البسيطة وحجبهم عن التخطيط والتفكير وأخذوا تقسيمهم كتقسيمات لعبة الشطرنج  فى نوع من الحصر فى جزئية صغيرة من جزئيات العمل يمنعهم من النظر والتفكير فى المناصب والمراكز التى يشغلونها  وكانوا ينظرون لهذا العدد الكبير من الناس على انه جاء ليحاربهم ويشاركهم قوتهم وكانوا من الذكاء الكبير الذى استطاعوا تحجيم وتطويع البيبى بوومرز بالشكل الذى يجعل مفاتيح اللعبة بأيديهم ليكون الحكم دائما لهم , وقاموا بإنشاء الكيانات الإقتصادية الكبرى من الشركات والمصانع ,

حتى فى مجال الإستخبارات أزدهر جدا فى ذلك الوقت  عقب الحرب العالمية  لما كان يتمتع به هذا الجيل من الذكاء حيث نجد أن جهاز الإستخبارات الأمريكى (السى أى إيه ) كان يتمتع بالقوة عقب الحرب بسبب تولى هؤلاء أعماله ونحن نتكلم فيمن يبلغ عمرهم 60 أو70 عاما

أما الجيل الآخر البيبى بوومرز والذين تتراوح أعمارهم بين ال50 وال60 عام  بفعل الطريقة التى انتهجها معهم البيرى بيبى بوومرز  كان له التأثير على الوضع الحالى الذى يمر به العالم  لأنهم أحجموا على تعليم جيل البيرى بوومرز  وإشراكهم معهم فى الحياة مما أدى إلى الكارثة التى يعانى منها العالم الأن لأن بخروج البيرى بيبى بوومرز من الخدمة وتركهم للعمل حدث الإنهيار الذى يعانيه العالم الأن من سقوط البورصة والإقتصاديات الكبرى, حتى أجهزة الإستخبارات التى كانت تتصف بالقوة أصبحت ضعيفة وخير دليل على ذلك أحداث الحادى عشر من سبتمبر

أما الجيل الثانى البيبى بوومرز  لا يمكن الإعتماد عليه لأن تنشأته والطريقة التى تم التعامل معه بها لا تسمح له بان يخطط أو يفكر وأقصى طموحاته وأحلامه القيام بأى مشروع عقب خروجه من الخدمة ولننظر جميعا للمجتمع المصرى الذى ارتبط فيه هذا الجيل بالوظيفة الحكومية وقراءة الصحف وشراء حاجيات المنزل عقب انتهاء العمل تأملوا هذه الصورة جيدا لتعرفوا النتيجة التى وصل لها المجتمع المصرى الذى يعانى الأن من كل صور التخلف والتراجع والتى لا ترجع لل30 عام المنصرمة كما يدعى البعض بل تمتد لأكثر من 60 عاما هو عمر جيل البيرى بوومرز .

*****

ضروة فهم هذه النظرية جيدا

فهم هذه النظرية من الأهمية بمكان لأنه يساعد فى فهم طبيعة المرحلة القادمة  خاصة مع اتجاه البعض لأن يقدموا شيئا لبلادهم سواءا فى الخارج أو حتى فى بلادنا ونرى أن جيل البيرى بيبى بوومرز  لا يحق لهم الإشتراك فى عملية البناء للمرحلة القادمة وكفاهم ما تسببوا فيه من جرم كبير دفع ثمنه جميع دول العالم

أما البيبى بوومرز فى الفترة من 55الى 65 عام فنرى أنهم لا يصلحون فى أى شئ سوى الإستعانة بهم فقط فى وضع اللوائح والقوانين بناء على الخطط التى تقدم لهم لسبب بسيط أنهم لا يملكون وضع اى خطط ولا يصلحون لذلك لتربيهم فى بيئة جعلتهم مهمشين لا يقدرون على صنع واتخاز قرار

ولذلك إلزاما علينا ونحن على خطى البناء والتعمير من جديد التنبه لهذين الجيلين (البيرى بيبى بوومرز )و(البيبى بوومرز ) بحيث لا نشرك الأول فى أى شىء , وأن يقتصر دور الثانى على وضع اللوائح والقوانين بناءا  على الخطة التى توضع له , وبعد أن تم التغيير ونجح يجب البدأ فى العمل ورحلة البناء دون انتظار لهؤلاء أو عتمادا على هؤلاء فيجب البدأ فى مرحلة البناء فورا دون انتظار  او القيام بتجارب  لا علاقة للعمل بانتظار الإنتخابات البرلمانية او الرئاسية من يريد أن يعمل ويبنى ليس فى حاجة إلى انتظار لأحد وإلا سنكرر السيناريو مرة أخرى وستكون النتيجة أسوأ بمراحل كثيرة .